علاقة الصحة النفسية بالتغذية

نسلط الضوء اليوم على موضوع يهم الجميع: التغذية الصحية وأثرها على الصحة النفسية. كثيراً ما نسمع نصائح مختلفة حول الأكل الصحي، الحميات الغذائية، وأفضل الطرق للحفاظ على الصحة الجيدة، لكن وسط هذا الكم الهائل من المعلومات قد يكون من الصعب التمييز بين الصحيح والخاطئ. يسعدنا ويشرفنا أن نستضيف أخصائية التغذية ( رزان بكر فلاته ) التي ستشاركنا بخبرتها ومعرفتها حول عدة محاور، منها العادات الصحية السليمة والعادات السيئة للحفاظ على نمط حياة متوازن.

كيف تؤثر العادات الغذائية على الصحة النفسية والحالة المزاجية؟

عوامل كثيرة تؤثر على الصحة النفسية من أهمها العادات الغذائية سواء تأثير إيجابي أو سلبي، فتنوع وتوازن وجودة وكمية الغذاء بالتأكيد لها أثر كبير على الصحة النفسية. تختلف الحالة المزاجية للأشخاص الذين يتناولون كامل احتياجهم عن غيرهم ممن يعانون من نقص أو إفراط في أحد العناصر الغذائية. مثال: شخص تناول وجبة دسمة قبل النوم فسوف تؤثر على جودة نومه بشكل سلبي، ويعود ذلك على نفسيته.

ما هي الأطعمة التي يمكن أن تحسن من المزاج وتقلل من القلق؟

يوجد هرمونات تسمى بهرمونات السعادة تلعب دوراً كبيراً في تحسين المزاج مثل: السيروتونين والدوبامين. ومن الأطعمة التي تساعد في إفراز أو إنتاج هذه الهرمونات ( البيض، والموز، والكاكاو، والبذور، والمكسرات) إضافة إلى الأطعمة الغنية بالأوميجا 3 مثل: الأسماك ( السالمون، السردين ) ومن البذور ( الشيا، الكتان ) . إضافة إلى الأطعمة الغنية بالماغنيسيوم التي تساعد على تهدئة الجهاز العصبي والتقليل من التوتر، وتوجد في ( السبانخ، الأفوكادو، الكينوا ) . كذلك الأغذية الغنية بالبكتيريا النافعة ومضادات الأكسدة مثل: ( الكركم، التوت )، ومن الأعشاب المهدئة ( البابونج، النعناع، الزنجبيل ).

ما الأطعمة التي يمكن أن تضر بالصحة النفسية وتزيد من معدل التوتر والقلق؟

تعد السكريات بشكل عام والإكثار من النشويات المكررة مثل: ( الخبز الأبيض، والأرز )، وكذلك كثرة تناول الدهون غير الصحية والوجبات السريعة، والإفراط في تناول الكافيين مثل: ( القهوة،الشاي، مشروبات الطاقة )، والأطعمة المصنعة والمعلبة التي تحتوي على مواد حافظة. عدم الأكل لساعات طويلة، وعلى النقيض الإفراط في تناول الأطعمة، وقلة شرب الماء مما يسبب الجفاف، ونقص الفيتامينات مثل: ( فيتامين د )، كلها عوامل تؤثر على الصحة النفسية. وتختلف الأعراض من شخص لآخر، فهذه العادات السيئة بدورها تؤثر على الأشخاص الذين لديهم حالات مرضية بشكل أكبر من الشخص الطبيعي.

ما العلاقة بين اضطرابات الجهاز الهضمي والحالة النفسية؟

العلاقة بينهما وثيقة، إذ يؤثر كل منهما على الآخر بطرق مختلفة. فمن أعراض اختلال توازن البكتيريا النافعة والضارة تأثير كبير على الصحة النفسية والحالة المزاجية، كما أن القلق والتوتر يؤثران بشكل مباشر على الجهاز الهضمي وحركة الأمعاء. مثال: الشخص المتوتر معرض للإصابة الإسهال أو المغص .

هل هناك نظام غذائي معين تنصحين به للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب أو القلق؟

بالطبع، الغذاء الصحي المتوازن له دور كبير على الحالة النفسية بجانب العلاج النفسي. نقصد بالغذاء الصحي المتوازن هو الغذاء الذي يحتوي على ( البروتينات، الخضروات، الألياف المعقدة،المكسرات ). كما ذكرنا سابقً ، فإن البكتيريا النافعة، الأوميجا 3، والمغنيسيوم لهم دور كبير في تحسين الحالة المزاجية. كذلك يجب تجنب السكريات وكثرة النشويات المكررة والدهون، إضافة إلى الالتزام بالرياضة والنوم الجيد .

كيف تؤثر الأنظمة الغذائية مثل الكيتو والأنظمة النباتية على الصحة النفسية؟

لا توجد إجابة عامة لهذا السؤال، فقد تناسب البعض وتضر البعض الآخر. نظام الكيتو هو نظام عالي الدهون، معتدل البروتينات، منخفض الكربوهيدرات. الجانب الإيجابي لهذا النظام هو تحسين المزاج بسبب استقرار سكر الدم وأيضاً وجود الدهون الصحية. ومن الأعراض الجانبية لهذا النظام: الخمول، الصداع، سوء المزاج، نقص البكتيريا النافعة بسبب انخفاض تناول الألياف، وبالتالي تؤثر على الحالة النفسية. كذلك من الممكن الشعور بالحرمان والتوتر ثم العودة المفاجئة الأكل بنهم في السكريات والنشويات. لذلك مثل هذه الأنظمة الغذائية تناسب حالات معينة لفترات محددة تحت إشراف طبي.

ما مدى تأثير نقص الفيتامينات والمعادن مثل فيتامين د، والمغنيسيوم، وأوميجا 3 على الحالة النفسية؟

نقص هذه الفيتامينات والمعادن له تأثير كبير على وظائف الدماغ والحالة النفسية والنواقل العصبية، وقد يؤدي إلى مشاكل مثل: القلق، الاكتئاب، اضطرابات المزاج الموسمية، الأرق، نوبات الهلع، صعوبة التركيز، ضعف الذاكرة، وقد يؤدي إلى مشاكل أكبر. لذلك من الضروري عمل الفحوصات الدورية لقياس ومعرفة مستوى الفيتامينات والمعادن في الجسم.

نصيحة تقدميها لدعم الصحة النفسية؟

هناك عوامل كثيرة تؤثر على الصحة النفسية مثل: الصحة الجسدية، الرياضة، النوم الجيد، النظام الصحي المتوازن، الحياة الاجتماعية الصحية، جودة ونمط الحياة الصحية، الابتعاد عن مسببات القلق والتوتر، ومحاولة التعامل معها، وبالتأكيد العلاج والدعم النفسي.